جمهورية الخوف .. كلمة أطلقها الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح في مؤتمر صحفي لحزب مصر القوية، مٌعللًا هذا اللفظ بحالة من الخوف تمنع المصريين من التعبير عن أرائهم مٌستشهدًا بمدير أحد الفنادق عندما رفض حجز قاعة لحزب مصر القوية دون أي أوامر من السلطة بذلك ولكنها جمهورية الخوف التي إنتشرت فجعلته يخشى إستضافتهم كما قال الدكتور ابو الفتوح.
مبدأيًا وعلشان تبقى فاهم قبل ماتكمل المقالة أنا أتعامل مع الدكتور أبو الفتوح أنه إخواني، لإنه إنشق عنهم تنظيميًا فقط ولكن فكريًا لم ينشق، وهذا ماسمعته منه شخصيًا بالنص في إحدى الندوات التي
حضرتها حينما قال: أنا إخواني الهوى .. لذلك الرد سيكون عليه وعليهم واحدًا.
بعد الخامس والعشرين من يناير كانت آمال المصريون معقودة على أن يومًا يخشى الناس فيه أن يعبروا عن آرائهم لن يأتي أبدًا وأن هذا العهد وهذا الخوف قد ذهب إلى غير رجعة، فلن تٌغيب خلف السجون لأنك تنتقد رئيس الجمهورية أو أي مؤسسة من مؤسسات الدولة، ومع الأسف حدث ما لم يكن في الحٌسبان، فأصبح الرأي جريمة، لم ينتبه الإخوان ومن يوالونهم لهذا إلا اليوم بعد أن أخٌذت منهم السلطة أما قبل ذلك فكانت الحرية ترفرف بجناحيها على مصر، وكيف لا وهم أصحاب جمهورية الخوف؟
المشكلة أن يظن البعض أن الخوف فقط يكون من أجهزة أمنية قمعية، تنتهج التعذيب او القتل، ولا يُدركون أن معنى الخوف والتخويف أبعد من ذلك،
فأن تخشى أن تٌصرح بقول " لا " للتعديلات الدستورية فيتم تخوينك أو تكفيرك هذا نوع من أنواع التخويف.
وأن تخشى أن تٌصرح أنك ستختار حزبًا آخر غير أحزابهم بحجة أنهم أصحاب الشريعة وأن إختيارك لغيرهم يعني رفضك للشريعة فبالتالي لله، وبناءً عليه يتم تكفيرك، وربما لو كنا انتظرنا أكثر لتطور الأمر إلى القتل، فهذا نوع من أنواع التخويف.
وأن تٌجند بعض القنوات التي ترتدي ثوب الفضيلة ونشر الدعوة من أجل الخوض في أعراض كل من يفكر في المعارضة فهذا نوع من انواع التخويف.
وأن يُصدر رئيس الجمهورية إعلاناً دستورياً يجعلك تقبل مضطرًا بأنه ليس فقط الله سبحانه وتعالى الذي لا يٌسأل عما يفعل، ولكن كذلك محمد مرسي رئيس الجمهورية بموجب هذا الإعلان، فهذا من التخويف.
وأن تٌطلق أيدي شبابك على المعتصمين حول قصر الإتحادية هذا من التخويف، مهما كان مبررك لذلك فإن كان أحدًا منهم قد تجاوز فمعالجة هذا التجاوز دور أجهزة الدولة وليس دور " عيالك ".
وأن يتم التحريض على الشيعة في حضور رئيس الجمهورية، في مؤتمر أصلًا أقٌيم من أجل إستعراض القوة و" تخويف " كل من يفكر في النزول يوم الثلاثين من يونيو بل وتحويل هذا اليوم في نفس المؤتمر إلى صراع بين المسلمين والكفار " وطبعًا معروف مين المسلمين ومين الكفار " فهذا كله تخويفًا.
الرد على كل ما تم سرده جاهزًا لدى الإخوان، فسيقول أحدهم ان بعضًا من هذه الممارسات يتم الآن، وإن كان هذا حقيقيًا، فالسؤال هنا، من الذي أرسى جمهورية الخوف ؟ .. من الذي بدأها بالتكفير والخوض في الاعراض لمجرد الخلاف ؟ .. من الذي أرسى مبدأ الفتاوى المٌفصلة على موقف سياسي مٌعين ؟ من الذي جعل النائب العام أداة في يده ليٌغيب خلف السجون من يشاء ليس فقط لأنك تنتقد رئيس الجمهورية أو أي مؤسسة من مؤسسات الدولة كما كان سابقًا، ولكن لمجرد أنك تنتقد الجماعة الطاهرة.
أنتم من شبهتم رموزكم بالأنبياء، فلا تغضبوا اليوم عندما يٌقال أن وزيري الدفاع والداخلية من رسل الله، هو فقط فعل كما فعلتم أنتم، يعني حقوق الاختراع معاكم !
إن كنتم تظنون أننا نعيش اليوم جمهورية الخوف، فاعتبروا أن هؤلاء فقط يحاولون السير على دربكم الطاهر، فأنتم أصحاب خوفــستان الأوائل.
شاركنا رأيك وكن اول من يقوم بالتعليق :)[ 0 ]
إرسال تعليق